المدخــل : الاقـتـداء
الموضوع : صلح الحُـدَيْـبِـية، وفتحُ مكة -2 :
أحداث تخللت وقائع صلح الحديبية
-
رفضَ ممثلُ قريش كتابةَ عبارةِ: (محمد رسول الله) في وثيقة الاتفاقية ورفض الكاتب (علي بن أبي طالب) محوها، فمحاها النبي صلى الله عليه وسلم بيده بعد سؤاله عن محلها من الورقة!
-
تباطأ الصحابة في التحلل من العمرة بعد تمام الاتفاق الذي ينص على الرجوع إلى المدينة دون عمرة، فنصحت أم سلمة النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يكلم أحدا حتى يحلق شعره متحللا من العمرة، فأسرع الصحابة إلى تقليد فعله متحللين من العمرة!
-
رجع الصحابة من (الحديبية) وهم يغالبون خيبة الإحساس بأن الاتفاق ليس لصالحهم، وأنهم مُنعوا من العمرة، فأنزل الله في طريق الرجوع سورة الفتح التي تضمنت البشارة الصريحة بالفتح، والتأويل الصحيح لرؤيا النبي صلى الله عليه وسلم بأن المقصود منها هو فتح مكة وليس مجرد الاعتمار!
* (وقع الفتح بعد سنتين فقط من الصلح، وليس بعد 10 سنوات كما هو المتوقع بناءً على مدة الصلح، بسبب نقض قريش لأهم بَــنْـدٍ في الاتفاق…).
تواريخ مهمة :
صلح الحديبية : السادسة للهجرة،
العمرة التالية لصلح الحديبية : السنة السابعة للهجرة،
فتح مكة : السنة الثامنة للهجرة.
فتح مكة :
تطور الأحداث :
-
هجم حلفاء قريش (بنو بكر) على حلفاء المسلمين (خزاعة)، فأمدتهم قريش بالسلاح والرجال، مستغلين ظلمة الليلة التي وضع فيها الهجوم، فاعتُـبِـرَ ذلك خرقا لأول بند في الاتفاق (هدنة 10 سنوات).
-
لم يظهر النبي صلى الله عليه وسلم وسلم أية نية للحرب في الظاهر، لكنه جهّزَ 10 آلاف مقاتل لفتح مكة وكان التحرك إليها بطريقة سرية وهادئة حتى تقع مباغتة قريش دون أن يتمكنوا من أي استعداد.
-
توقُفُ جيش المسلمين عند مدخل مكة، ثم استقدام أبي سفيان (زعيمها حينها) لاستعراض جيش المسلمين أمامه، وإقناعه بالاستسلام.
-
أوصل أبو سفيان رسالة الأمان لمن لم يقاتل من قريش.
-
دخول المسلمين مكة من غير قتال إلا استثناءات قليلة.
نتائج فتح مكة والأحداث بعده:
-
تحقق رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم.
-
العفو العام.
-
التحطيم اليدوي لأزيد من 300 صنم كانت حوالي الكعبة المشرفة.
-
دخول الناس في دين الله أفواجا.
عبرة الدرس :
كان عدد المسلمين المعتمرين وهم في الحديبية 1400 رجلا، وكان عددهم في فتح مكة 10 آلاف مقاتل.
فلولا اتفاق الحديبية الذي أدى إلى صيرورة المسلمين إلى قوة عسكرية كبيرة، وإلى تأليف القلوب تجاه الإسلام خلال مدة الاتفاق القصيرة، لكان فتحُ مكةَ داميا!
وهذه سُـنَّـةٌ للمسلمين جميعا إلى يوم القيامة، تقتضي ترجيح الحكمة المتأنية على الحماسة المستعجلة، والاستعداد الأطول على التسرع الضعيف.