المدخــل : الاقـتـداء
الموضوع : صلح الحُـدَيْـبِـية، وفتحُ مكة -1
نصوص الانطلاق:
قال تعالى:
﴿ لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤسكم لا تخافون، فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا ﴾
(سورة الفتح - 27)
صلح الحُـدَيْـبِــيّة :
من أين جاءت تسمية صلح (الـحُــدَيْــبِــيِّـة) ؟
الـحُـدَيْــبِـــيّـة هو مكان قريب من مكة وقعت فيه الاتفاقية المسماة به.
السياق:
رأى النبي صلى الله عليه وسلم نفسه في المنام أنه اعتمرَ وهو وأصحابه رضي الله عنهم، وقد قصروا من شعورهم وحلقوا أيضا… ورؤيا الأنبياء حق لأنها وحي من الله.
ففهم من ذلك الصحابة البشارة بالحج، رغم وقوع مكة تحت سلطان قوم مشركين لا يعترفون بالمسلمين ولا يأذنون لهم في الحج، فكان من مقتضى تفسير الرؤيا على هذا الحال أن مشركي مكة سيأذنون سلميا للمسلين في الحج.
تـنبـيه : (لكن الأحداث التالية ستفسر الرؤيا على أن المقصود منها هو فتح لمكة).
تطور الأحداث:
-
خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه قاصدين العمرة.
-
محاولة قريش منع المسلمين من مكة من خلال إرسال مجموعة من الفرسان المسلحين مُـتَـحَـيِّـنـين وقت الصلاة للهجوم.
-
بعث عثمان بن عفان للصلح لبيان الغرض السلمي للمسلمين،
-
تأخير قريش عثمان عن المسلمين، ثم إشاعة مقتله،
-
بيعة الرضوان (بيعة الموت) من الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
-
رجوع عثمان بن عفان، ثم إرسال ممثل عن قريش (سهيل بن عمرو) لإبرام عقد الصلح.
بنود صلح الـحُـدَيْـبِــيَّة
-
هدنة لمدة 10 سنوات.
-
عدم استقبال أي مسلم يأتي مهاجرا من مكة في المدينة، وفي المقابل ثمة إمكان لاستقبال قريش أي فرد رجلا كان أو امرأة يأتي مرتدا من المدينة إلى مكة. (لكن بعد التطبيق، طالبت قريش باستقبال المدينة لأي مسلم يهاجر إليها…!)
-
لكل طرف من طرفي الاتفاقية (المسلمين وقريش) أن يتحالف مع من شاء من القبائل الأخرى على أن لا تتحالف قبيلة مع الطرفين معا في وقت واحد!
-
رجوع المسلمين دون عمرة في وقت الاتفاقية على أن يمكنهم العمرة في السنة المقبلة! (حفظ شكلي لهيبة قريش!)
نتائج صلح الـحُــدَيْـبِــيَّــة:
-
صلح الحديبية أَكْسَبَ الإسلامَ اعترافا سياسيا واجتماعيا في الجزيرة العربية فنتج عن ذلك :
-
توافد القبائل على الإسلام،
-
وإسلام زعماء من قريش، منهم خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعثمان بن طلحة.
-
-
استقرار ساعد على القيام بمراسلات إلى خارج الجزيرة العربية بدعوة الإسلام (هرقل، كسرى، مقوقص مصر…).
-
فنتج عن كل ذلك تحول المسلمين إلى قوة ضخمة لم تجد قريش بدا من الاستسلام لها عند فتح مكة في السنة العاشرة للهجرة.